عدد الرسائل : 298 العمر : 29 الموقع : في قلوب الناس العمل/الترفيه : طالبة المزاج : رايقـــــــــة تاريخ التسجيل : 15/12/2008
موضوع: ماذا لو تكلمت هذه الفتاة بعد موتها؟؟؟ الجمعة يناير 23, 2009 10:57 pm
الحمد لله وكفى،وسلام على عباده الذين اصطفى..............أما بعد:
إخواني...أخواتي في الله:
أن تتصور حال الموتى فهذا نوع من التذكر المحمود لموتٍ موعود،كما قرر ذلك ابن الجوزي - رحمه الله تعالى- في صيد الخاطر حين قال: من أظرف الأشياء إفاقة المحتظر عند موته فإنه ينتبه إنتباهاً لا يوصف ويقلق قلقاً لا يحد ويتلهف على زمانه الماضي ويود لو تُرك كي يتدارك ما فاته ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف ولو وجد ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل له كل مقصود من العمل بالتقوى،فالعاقل من مثّل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك،فإن لم يتهيأ له تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته،فإنه يكف الهوى ويبعث على الجد.
إخواني:لنعش لحظات مع هذا التذكر على منهج ابن الجوزي- رحمه الله- لحقيقة الموت مع هذه الفاتاة التي طالما بارزت ربها بالمعاصي تعالو لنتخيل هذه الفاتاة لو تكلمت بعد موتها فماذا عساها أن يقول....والآن مع القصة.....
((ذبـــــــــــول وردة))
هذه فتاة ماتت في عمر الورود كانت ترى الحياة مرحاً وسعادة، كانت ترى أن أعظم السعادة هو أن تكون محط أنظار الناس وسبب إعجابهم فلذلك سعت إلى التميز في كل شيء ،في ملابسها في مشيتها، سعت إلى جديد الموضات حلالاً كانت أو حرام،تأخذها من أي وسيلة إعلامية،من المجلة أو التلفاز أو المحطة الفضائية، المهم هو التميز مهما كانت الوسيلة،فمرة تشبهت بالكافرات،ومرة تشبهت بالفاسقات،ومرة تشبهت بالممثلات والمغنيات،ومن أجل هذا التميز وتلك الجاذبية نزلت إلى الأسواق ومجامع الناس وقد ليست العباءة الضيقة لتتمتع على حد ظنها بالنظرات الجائعة،ومن أجل هذا التميز خرجت في الحفلات بثياب تخرج أكثر جسدها،وما سترته من جسدها فهو ضيق يجسّم عورتاها؛ يا ترى ما عساها أن تقول لو خرجت من قبرها وتكلمت : يا أمي لقد رأيت عذاب الله تعالى في ذلك القبر الموحش، رأيت عذاب الله حين أغريت الشباب ورأيت حين كنت أسوة سيئة للفتيات وقدوة سيئة لأختي الصغيرة في دخول هذه الطرق،أماه إذا كان هذا ما أصابني بسبب إقتداء أختي بي،فما ظنك بعذاب الله لمن كانت السبب الأول في انتشاره وما الظن بعذاب الله تعالى لمن يصنع هذه العباءات أو يبيعها،أماه لقد كنت أبدي مفاتن جسدي بطرق متعددة فمرة بالنقاب الواسع الذي يبدي عينين كحيلتين ويظهر أهداباً كسهام مريّشة حادة،أغرسها في قلوب الرجال لتصيبها في مقتل ومرة أدع العنان لعباءتي لتسفر عن نحرٍ أبيض و جيِد فضي،كوجهي في الضحى فتطير لذلك عقول وتضطرب أفئدة،أو أظهر قواماً كغصن البان حتى أطرب لتأوهات المفتونين،ومرات ومرات كنت أغش الحفلات وقد خلعت جلباب الحياء فأنا كاسية عارية إذا رآني الرائي فلا يخالني إلا في حفلة غربية ماجنه ،أبديت فيها عضداً كجمّارة نخلة فتية وأظهرت ساقاً وجزءاً من فخذ وظهر،فعلت كل ذلك حتى أبدو متميزة في مظهري،أتدرين يا أماه كيف آلت بي الحال في قبري لقد سالت تلك الأعين النجل مع سهامها المريّشة على خد متعفن مجعّد أسود،وصار ذلك النحر الفضي قطعة جلد أسود تتدلا أطرافه على عظام نخرة لتلامس قلباً طالما امتلأ بالهوى القاتل والغرور بالدنيا الفانية وطول الأمل الكاذب،لا أدري يا أماه كيف كنت أرى الدنيا طويلة طويلة،وأنا أرى الناس يموتون كل يوم ممن حولنا من الجيران والأقارب والأصدقاء،لا يفرق ملك الموت بين صغير وكبير وغني وفقير وملك وحقير،لله يا أماه كم كانت تلك المواعظ ترق أذني وتشاهدها عيني وتحسها يدي ومع ذلك لا أجد لها في نفسي أثرا إن السبب هو غلبة الهوى وحب الدنيا من الشهرة والتميز الكاذب والمفاخرة الجوفاء وحينئذ فقط عرفت معنى قول الله تعالى{ أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } أماه إن ما أفعله هي منافسة ومسابقة ولكنها مسابقة لتحصيل نبات أخضر بهيج ولكنه بعد برهة يأول سريعاً إلى زوال،والسباق الحقيقي الثابت النافع إنما هو لتحصيل مغفرة الله تعالى وجناته { أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
لمس الخواطر مديرالعام
عدد الرسائل : 1829 العمر : 36 الموقع : في قلوب المحبين العمل/الترفيه : في ارض الله الواسعة المزاج : فري وقول 123 الجنسية : سعودي تاريخ التسجيل : 28/11/2008
معلومات الشخصية للعضو المنتسب هواياتي : السباحة وكرة القدم والمشي اخر مواضيعي: حكمتي لهذا اليوم: كسانا ربنا من ثوب الرحمة بحلول رمضان فكل عام وانتم بالف خير يا اعضاء منتديات عائلة العباد
موضوع: رد: ماذا لو تكلمت هذه الفتاة بعد موتها؟؟؟ السبت يناير 24, 2009 5:24 pm
محمد العباد مشرف قسم منتديات المواضيع المميزة
عدد الرسائل : 328 العمر : 41 الموقع : في قلب من أحب العمل/الترفيه : عمل حر المزاج : اوقات رايق واوقات معصب تاريخ التسجيل : 14/12/2008